الاثنين، 16 مارس 2009

ـ رفيف قصة ـ ..

معلمتي .. أنا آسفة.. لن أعيد غلطتي تلك.. أعدك أن تكون المرة الأخيرة..
نطقت" سارة" تلك الطفلة الصغيرة بهذه العبارة وهي تمد لي يدها ببعض الزهور
التي قطفتها من حديقة المدرسة.. كانت تلهث بعد جريها من فناء المدرسة وحتى
مكتبي..يداها الصغيرتان ترتجف.. عندها عادت بي الذاكرة سريعا إلى الوراء..
"30" عاما مضت على ذلك الموقف.. تذكرت صورة تلك الطفلة الصغيرة التي
كانت تبكي وهي تنظر إلى المعلمة وبيدها بعض الورود التي قطفتها من فناء
المدرسة..
ــ معلمتي سامحيني.. انها المرة الأخيرة أعدك بذلك..

لن أنسى ما حييت ذلك المنظر وتلك المعلمة ـ القاسية ـ تمزق تلك الوردات
الصغيرة وهي تلقي بها في سلة المهملات..
ــ أيتها الحمقاء.. وأيضا تقطفين الزهور من فناء المدرسة ستظلين غبية هكذا طوال عمرك..
أفقت من ذاكرتي على منظر تلك الزهور و "ساره" الخائفة.. أخذت منها الزهور بلطف..
قبلتها.. وبينت لها ألا تقطف من حديقة المدرسة بعد ذلك..هدأت روعها.. ووعدتني خيرا..
مسحت دمعة فرت من مقلتيها وأنا بهذا كنت أشعر أنني أمسح دمعتي تلك قبل "30" سنة..
كان لون الورود هذه كتلك التي قطفتها أنا من أجل معلمتي.. والطريف في الأمر أنني أيضا


أدعى "ســـــــارة"...



كتبتها يوم الأحد..

16/12/1429هـ

14/12/2008م

ليست هناك تعليقات: